📝 I'rab Al-Fatihah (1)

 


أهمية إعراب القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وأمينه على وحيه وخليله وصفوته من عباده نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبدالله، وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله، واهتدى بهداه إلى يوم الدين. أما بعد

يقول الإمام ابن كثير في تفسيره للآية الثانية من سورة يوسف:

"وذلك لأن العربية أفصح اللغات، وأبينها، وأوسعها، وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس."

يفيد إعراب القرآن الكريم في قراءة كتاب الله عز وجل، كما أنزله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. حيث أننا من خلال هذا الإعراب يمكننا صيانة كتاب الله عز وجل من اللحن والخطأ. يعيننا إعراب القرآن الكريم على إخراج الأحكام الشرعية منه. يساعدنا إعراب القرآن الكريم على توجيه القراءات، مما يمكننا من حل مشكلاتها، ومعرفة عللها، واستخراج معانيها. كما يساعدنا إعراب القرآن الكريم على فهم علم الوقف والابتداء، الذي يختص بعلوم القرآن.  كما إنه لا يدرك بإدراك بليغ إلا من خلال من كان متمكنًا وعالمًا بإعراب كتاب الله عز وجل.

مباحث الإعراب

نوع الكلمة: أولاً يجب أن نحدد ما هي نوع الكلمة التي يراد إعرابها.

حكمها: ثانيًا يجب توضيح حكم الكلمة، من حيث الإعراب والبناء.

نوع الإعراب: ثالثًا توضيح نوع الإعراب أو البناء وسبب كلاً منهما.

علامة الإعراب: رابعًا توضيح ماهية علامة إعراب الكلمة وما هو سببها.

محل الإعراب: خامسًا توضيح ما هو محل الجملة من الإعراب.



إعراب سورة الفاتحة

(١) }سْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {

بسم

اللّه

الرحمنِ

الرحيمِ

جار ومجرور

لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور

صفة أولى لله

صفة ثانية لله

والجملة الابتدائية لا محل لها من الإعراب[1]


الإعراب:
(بسم)

الباء: حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب

بِسْمِ : ، اسم: مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وهو مضاف.

بسم جار ومجرور متعلق[2] بمحذوف :

- متعلق بمبتدأ محذوف تقديره ابتدائي أي ابتدائي بسم الله ، فالجار والمجرور خبر لمبتدأ محذوف.

أو

- متعلق بفعل محذوف تقديره:

أبتدأ بسم الله أو  بسم الله أقرأ، فالجار والمجرور في محل نصب مفعول به.

اللهِ : لفظ الجلالة اسم مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة .

(اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الكسرة.
(الرحمن) : نعت / صفة أولى لله مجرورة وعلامة جرها الكسرة، لأنها تتبع الموصوف وهو الله سبحانه وتعالى

 (الرحيم) : نعت /  صفة ثانية لله مجرورة وعلامة جرها الكسرة، وقد تكون معطوفة على الرحمن عطف بيان.

الصرف:
(اسم) فيه إبدال، أصله سمو، حذف حرف العلة وهو لام الكلمة وأبدل عنه همزة الوصل. ودليل الواو جمعه على أسماء وأسامي، وتصغيره سميّ. والأصل أسماو وأسامو وسموي، فجرى فيها الإعلال بالقلب.

(اللّه) أصله الإلاه، نقلت حركة الهمزة إلى لام التعريف ثم سكنت وحذفت الألف الأولى لالتقاء الساكنين وأدغمت اللام في اللام الثانية..

وحذفت الألف بعد اللام الثانية لكثرة الاستعمال. فالإله مصدر من أله يأله إذا عبد، والمصدر في موضع المفعول أي المعبود.

(الرحمن) صفة مشتقة من صيغ المبالغة[3]، وزنه فعلان من فعل رحم يرحم باب فرح.

(الرحيم) صفة مشتقة من صيغ المبالغة، أو صفة مشبهة[4] باسم الفاعل وزنه فعيل من فعل رحم يرحم.

الفروق بينهما من وجوه:

أنّ الرّحمن أبلغ من الرّحيم، لأنّ ( فعلان ) يدلّ دائما على المبالغة، نحو غضبان وجوعان ونحو ذلك.

بخلاف وزن ( فعيل ) فهو قد يأتي لغير المبالغة نحو: جميل، ونظيف، وعظيم، فهو بمعنى فاعل ليس غير، بل إنّ ( فعيل ) قد يأتي بمعنى المفعول كقتيل، وجريح، وحسير، ونحو ذلك. ولا شكّ أنّ ما لزم معنى المبالغة دائما يكون أبلغ من غيره.

الفوائد:
 (١) تقديم الرحمن على الرحيم

قدم سبحانه الرحمن على الرحيم مع أن الرحمن أبلغ من الرحيم، ومن عادة العرب في صفات المدح الترقي في الأدنى إلى الأعلى كقولهم: فلان عالم نحرير. وذلك لأنه اسم خاص باللّه تعالى كلفظ (اللّه) ولأنه لما قال: (الرحمن) تناول جلائل النعم وعظائمها وأصولها، وأردفه (الرحيم) كتتمة والرديف ليتناول ما دقّ منها ولطف. وما هو من جلائل النعم وعظائمها وأصولها أحق بالتقديم مما يدل على دقائقها وفروعها. وافراد الوصفين الشريفين بالذكر لتحريك سلسلة الرحمة.

 



[1]- الجملة الابتدائية هي كل جملة تكون في أول الكلام سواء كانت فعلية أو اسمية 

-لا مَـحَلَّ له من الإعراب أي: ليس له حكمٌ إعرابي، لا رفعٌ ولا نصب ولا جر ولا جزم.

[2] تعلُّق جار ومجرور: هو ارتباط شبه الجملة بالحدث الذي يدل عليه الفعل أو ما يشبهه أو مؤولا بما يشبه الفعل أو ما يشير إلى معنى الفعل

- أي إن الظرف والجار والمجرور(شبه الجملة) يدلان على معنى فرعي يتمم نقصان المعنى الذي يدل عليه الفعل 

- أو ما يشبهه أي المشتقات ( اسم الفاعل ، واسم المفعول، والصفة المشبهة ، وصيغة المبالغة ، واسم التفضيل، واسم الزمان واسم المكان ، وفي التعلق باسم الزمان والمكان خلاف)  و المصدر

- أو مؤولا بما يشبه الفعل: وهو الاسم الجامد النكرة المؤول بالمشتق ، مثل : الأسد بتأويله بـ"جريء ، شجاع ، أو مقدام 

- أو ما يشير إلى معنى الفعل (فيه رائحة الفعل) : بأن كان عَلَما مشتهرا مسماه بوصف فيشار به حال العلمية للوصف كـ(حاتم ، وأبو المنهال ، ابن ماوية)

[3]  صيغة المبالغة يقصد بها وصف الشيء والمبالغة فيه لحد الشدة

[4] الصّفة المشبّهة هي لفظٌ مُصاغ من الفعل الثلاثي اللازم يدلّ على معنى وذات في آنٍ واحد على وجه الثّبوت] فهو يدلّ على ثبات صفةٍ


Tidak ada komentar